تعتبر زخة شهب البرشاويات من بين الظواهر الفلكية المميزة، إذ سيكون العالم على موعد معها ابتداء من يوم 12 أغسطس/آب 2024، إلى غاية يوم 14 من نفس الشهر. إذ تعتبر هذه الشهب من بين أكثر الأشياء الدراماتيكية التي يمكن رؤيتها في سماء الليل خلال منتصف شهر أغسطس، وهي من أبرز الأحداث في تقويمات العديد من صائدي الشهب نظرًا لمعدلها الساعي المرتفع والشهب الساطعة التي تمتاز بها. إذ ما هي زخة شهب البرشاويات؟ وكيف يمكن التعرف عليها ومشاهدتها؟ وأين يمكن ذلك؟

ما هي زخة شهب البرشاويات؟

مع اقتراب المذنبات من الشمس، ترتفع درجة حرارتها وتتكسر قطع منها، لينتهي الأمر بهذا الحطام في مسار الأرض حول الشمس، إذ يمكنه الاصطدام بالغلاف الجوي بسرعات تتراوح بين 7 إلى 45 ميلاً في الثانية.  تعتمد السرعة الفعلية التي يدخل بها النيزك، والذي يسمى شهب البرشاويات، الغلاف الجوي على السرعة المجمعة للأرض والحطام نفسه.

السرعة المتوسطة لنيزك البرشاويات هي 36 ميلاً في الثانية، إذ يتم ضغط الهواء أمام النيزك وتسخينه إلى آلاف الدرجات المئوية.  وتتبخر النيازك الأصغر حجمًا وتترك وراءها دربًا ساطعًا من الضوء، فيما يمكن أن تنفجر النيازك الأكبر حجمًا على شكل كرات نارية.

ما الذي يسبب زخات النيازك؟

تحدث زخات النيازك نتيجة لاصطدام الأرض بالحطام الذي خلفه المذنب 109P/Swift-Tuttle. وفي عام 2024، تنشط زخة شهب البرشاويات بين 17 يوليو و24 أغسطس، ويزداد عدد الشهب كل ليلة حتى تصل إلى ذروتها في منتصف أغسطس، وبعد ذلك تتراجع. هذا العام، تبلغ الذروة في ليلة 12 وقبل فجر 13 أغسطس، حيث سيغرب القمر تحت الأفق عند حوالي الساعة 10:30 مساءً بالتوقيت العالمي، لذا سيتسبب في تلوث ضوئي ضئيل.

كيف يمكن رؤية زخة البرشاويات؟

يمكنك البحث عن شهب البرشاويات أينما كنت في مختلف دول العالم، ولكن هناك أنواع معينة من الأماكن التي ستزيد من فرصة رصد شهب البرشاويات. لذلك للتمكن من رؤيتها، يجب معرفة أحوال الطقس، لاختيار المكان المناسب للمراقبة، إذا كان من المحتمل أن يكون الطقس سيئًا، فابحث عن مكان مختلف، والأيام التي تسبق الذروة عادة ما تكون أفضل من الأيام التي تليها.

كما يجب أن يكون مجال الرؤية يحوي على أقل ما يمكن من التلوث الضوئي، بما يعني أنه يجب ما أمكن عدم التواجد في أماكن بها إضاءة، وفي حال لا يوجد مكان آخر، سيكون من الجيد إدارة ظهرك عنها، والوقوف في الجهة المعاكسة. ومن أجل مشاهدة بدقة عالية، يجب إغماض العينين أو عدم التعرض للضوء لمدة 15 دقيقة على الأقل، لتكون مستعدة لاستقبال الرؤية بشكل صحيح، وتتكيف مع الظلام، وبهذا سيكون من السهل رؤية تلك الشهب حتى الخفيفة منها.

لا داعي للاستعانة بالمناظير والتلسكوبات لأنها ستقيد حجم السماء التي ستكون مرئية بالنسبة لك، بينما يمكن بشكل أفضل دونها. ستبدو الشهب وكأنها تنبع من كوكبة برشاوس، و يمكن استخدام تطبيق مراقبة النجوم للعثور على الموقع الدقيق الذي يجب أن تنظر إليه.

ما هو أفضل وقت لرؤية زخة شهاب البرشاويات؟

في الواقع، يكون شعاع شهب البرشاويات دائمًا فوق الأفق كما يُرى من المملكة المتحدة، مما يعني أن المراقبين في المملكة المتحدة يجب أن يكونوا قادرين على رؤية بعض الشهب بمجرد غروب الشمس. لذلك، يجدر النظر إلى الأعلى في وقت مبكر من المساء، لمعرفة مدى إمكانية رؤيتها، فيما يعد أفضل وقت لرؤية شهب البرشاويات هو بين الساعة 12:00 منتصف الليل و5:30 صباحًا.

من المثالي دائمًا محاولة رصد الشهب عندما يكون القمر تحت الأفق أو عندما يكون في طور الهلال، وإلا فإنه يعمل بمثابة تلوث ضوئي طبيعي ويمنع الشهب الخافتة من الظهور. في عام 2024، ستكون ذروة زخة شهب البرشاويات حول طور الربع الأول للقمر، لذا فإن الظروف مواتية بشكل معقول لرؤية شهب البرشاويات.

ما هي مميزات شهب البرشاويات؟

تعد زخة شهب البرشاويات واحدة من أفضل زخات الشهب في العام لأنها تنتج شهبًا ساطعة وهي واحدة من أكثر الزخات نشاطًا. هناك أيضًا فرصة كبيرة لرؤية الكرات النارية، وهي عبارة عن نيازك شديدة السطوع، بالإضافة إلى النيازك ذات الذيول الطويلة أثناء زخة شهب البرشاويات.

الأساطير والخرافات المرتبطة بزخة البرشاويات

كان برسيوس بطلاً قطع رأس جورجون ميدوسا وتزوج لاحقًا أندروميدا وفقًا للأساطير اليونانية. أنجبا تسعة أطفال معًا وكلمة "بيرسيوس" مشتقة من الكلمة اليونانية "بيرسيوس" التي تشير إلى أحفاد برسيوس. في بعض التقاليد الكاثوليكية، تُعرف بيرسيوس أيضًا باسم "دموع القديس لورانس"، نظرًا لتزامن ذروتها تقريبًا مع تاريخ استشهاد القديس.