أعلنت وكالة "ناسا" أنه في الفترة بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول، سيحدث انفجار نادر من الضوء من نجم ميت، يُعرف باسم "المستعر" في كوكبة الإكليل الشمالي في درب التبانة. وبحسب الوكالة، يُعد النجم القزم الأبيض والعملاق الأحمر، المعروفان معًا باسم تي كورونا بورياليس أو "نجم تيتان"، السبب في هذه الظاهرة. وهما نظام ثنائي يقع على بعد 3.000 سنة ضوئية تقريبًا من الأرض.

وتحدث هذه الظاهرة عندما يقوم القزم الأبيض بتجميع المواد من العملاق الأحمر حتى يصل إلى ضغط ودرجة حرارة مرتفعين يؤديان إلى انفجار نووي حراري ينتج عنه قذف هذه المواد إلى الفضاء في ومضة مذهلة. وقالت ريبيكا هونسيل، الباحثة المساعدة في مركز "جودارد" لرحلات الفضاء التابع لناسا: "إن هذا الحدث يحدث مرة واحدة في العمر وسيخلق العديد من علماء الفلك الجدد، ويقدم للشباب حدثًا كونيًّا يمكنهم مراقبته".

بينما لاحظت الدكتورة إليزابيث هايز، رئيسة مختبر فيزياء الجسيمات الفلكية في "جودارد"، الحماس بين عشاق علم الفلك والعلماء والمواطنين؛ إذ إنهم دائمًا يبحثون عن إشارات قوية ومشرقة تحدد أحداث المستعرات والظواهر الأخرى. وأشارت الوكالة إلى أن دورة تراكم وانفجار المواد تتكرر بين النجمين كل 80 عامًا تقريبًا، إذ كانت آخر مرة تم رصد هذا المستعر فيها عام 1946. كما ستستخدم ناسا والمراصد الأخرى مجموعة متنوعة من التلسكوبات والأدوات لدراسة المستعر. ومن بين أبرزها تلسكوب فيرمي لأشعة جاما الفضائي، وتلسكوب جيمس ويب الفضائي، ومرصد نيل جيرلز سويفت، ومصور الأشعة السينية القطبية "IXPE".

ولفتت الوكالة إلى أن هذا الحدث يوفر فرصة فريدة لفهم بنية وديناميكيات الانفجارات النجمية المتكررة بشكل أفضل؛ حيث ستوفر قدرة مراقبة تصوير أشعة جاما والأداة الجديدة في علم فلك الأشعة السينية، وهي قدرة استقطاب IXPE، رؤى غير مسبوقة حول دورة حياة هذه الأنظمة الثنائية والعمليات النجمية التي تغذيها.