ليس من السهل على الإنسان أن يفقد بصره في طفولته، ويمضي في مراحل حياته بشكل طبيعي. فمثل هذا الحال يستدعي إرادة صلبة وقوية، وتصميم على تحدي الصعاب، مهما عظمت. هذا عرض واقعي وبطله العداء الكيني هنري وانيواك، الذي فقد نحو 95 بالمائة من بصره وعمره لم يكن يتجاوز العشرين عامًا، جراء إصابته بجلطة. إلا أن هذا الأمر زادته عزمًا ليصبح الآن العداء الضرير الأسرع في العالم، وليفوز في عام 2000 بالميدالية الذهبية للجري لمسافة خمسة آلاف كيلو متر في أولمبياد سيدني لذوي الاحتياجات الخاصة.
كل الاحترام |
وعن استعداداته لأي سباق، قال وانيواك: "ما يحصل في البداية هو أن علي الجلوس مع رفيق دربي جوزيف، وهو صديق حقيقي، للاتفاق على كيفية سير السباق. فجوزيف هو عيناي اللتان أرى بهما، وهو يخبرني بتفاصيل الطريق، وما علي فعله، فالأمر كله يندرج في أهمية الشراكة وروح الفريق".
ولا يكتفي هنري بتحقيق الأرقام القياسية في الركض، والمشاركة في سباقات عالمية، بل وضع هذا الشاب نصب عينيه هدف مساعدة أمثاله من المصابين بالضرر، وأولئك غير القادرين على استكمال حياتهم بشكل طبيعي بسبب فقدانهم للنظر، عن طريق إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه.
قال هنري: "السبب الرئيسي وراء إنشاء هذه المؤسسة هو دعم أولئك الأقل حظاً، من خلال إقامة مشاريع مشتركة مع عدد من المؤسسات الدولية والشخصيات العالمية، كما أننا نطمح أن نقدم مثالا يحتذى به في التحدي رغم كل الصعوبات". ولا يزال هنري وانيواك هو صاحب الرقم القياسي في ماراثون هامبورغ، والمتمثل بـ2:31:31، بالنسبة للعدائين المصابين بالضرر عالمياً.
وعن حلمه، تحدث وانيواك قائلا: "حلمي هو أن يتمكن أكثر من 20 مليون طفل حول العالم من استعادة بصرهم من خلال المبادرة التي أطلقناها، وما يسعدني أكثر هو مساعدة الناس من حولي عن طريق الركض في السباقات العالمية". لا يزال هنري وانيواك يركض في شتى بقاع الأرض باحثا عن أمل يعيد البصر والبصيرة إلى من فقدوها، مع إصرار على التحدي لتحقيق النجاح والأمل بمستقبل أفضل.