هل يحق للوالدين أن يعرضا على الملأ التفاصيل اليومية لابنهما المعاق؟ السؤال مطروح في فرنسا وبين المدافعين عن حق المرضى في الحفاظ على كرامتهم، بعد أن قرر كل من شانتال وديدييه لاميك نصب كاميرا مرتبطة بالحاسوب على سرير آن، ابنتهما التي تعاني من تخلف عقلي منذ ولادتها، ونقل يومياتها إلى الملايين عبر العالم، من خلال "الإنترنت".
"لو كانت قادرة على الكلام فهل كانت |
وحسب ديدييه لاميك فإنه يريد أن يقدم موقعا يتميز عن غيره من المواقع الإلكترونية المخصصة للمعاقين، والهدف هو أن تسترجع آن شخصيتها المعنوية كفرد مستقل، بعد أن حرمتها الإعاقة من ذلك. وينفي الأب، الذي أنجب ثلاثة أبناء آخرين وعمل معاونا لمدير مركز علاجي، أيّ تهمة توجه إليه وإلى زوجته بأنهما يميلان إلى الاستعراض. ويقول: "من حق آن أن يراها الناس... حتى ولو كان منظرها مؤلما". ويضيف أنه وزوجته يريدان أن يكسرا حلقة الصمت المحيطة بالابنة منذ ثلاثة عقود، وأن يخرجاها من العتمة والاختباء، وأن يعيدا إليها كرامتها من خلال جعل إعاقتها قضية عادية يمكن أن تصيب أيا كان. ويمضي الأب في القول إنه يريد للمجتمع أن يكتشف عالم ابنته المحدود ما دامت لا تستطيع الحركة ولا الخروج من غرفتها... " هي عاجزة عن الذهاب إلى الآخرين، لهذا قررنا دعوة الآخرين إليها من خلال هذا الويبكام". أما الأم التي رفضت باستمرار نقل آن إلى منزل للمعاقين فتتمنى على من سيتابعون يوميات ابنتها أن يحترموها.
وفي حين يرفع الزوجان لاميك شعار التهوين من الإعاقة وتغيير نظرة المجتمع إلى الطفل المختلف عن غيره، يعد قرارهما بتصوير ابنتهما على مدار الساعة صدمة في أوساط كثيرة ترى أن من المشين تحويل معاناة الابنة إلى شيء يشبه برامج تلفزيون الواقع التي تسلط كاميرات المراقبة على عدد من المتطوعين، ليل نهار، وتنقل الوقائع لملايين المتفرجين. ويرجح هؤلاء أن الأبوين يريدان، بالأحرى، نقل معاناتهما الشخصية إلى الناس بعد أن كرسا ثلاثين عاما من حياتيهما في الاعتناء بابنة معاقة. ويدافع عدد من جمعيات حماية المعاقين عن حق آن لاميك في الاحتفاظ بحياة خاصة. ويطرح آخرون السؤال: "لو كانت قادرة على الكلام فهل كانت ستقبل بوضع كاميرا تلفزيونية مقابل سريرها؟".