باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
أعضاء منتدى المنارة يخوضون تجربة حوار في الظلام
06/07/2009

حوار في الظلام تجربة حياة ومغامرة جريئة شارك بها منتدى جمعية المنارة الطلابي في مدرسة الجليل الثانوية في مدينة الناصرة، وذلك خلال رحلة تعليمية وترفيهية. وقد رافقهم مجموعة التوجيه الدراسي في المنارة التي يشارك بها أشخاص ضعفاء بصر خريجي صف الثاني عشر. شارك عن جمعية المنارة كل من مديرها العام المحامي عباس عباس ومركز مشروع التوعية الاجتماعية من أجل ذوي الإعاقات والمكفوفين محمد ذياب.

بالنهاية جميعنا يسعى إلى تحقيق نتيجة مشابهة

انطلق موكب الرحلة صباح يوم الثلاثاء الأخير من شهر يونيو/حزيران متوجها إلى متحف حوار في الظلام في مدينة "حولون" جنوب مدينة "تل أبيب"  لخوض تجربة حياة تدور أحداثها في حالة الظلام الدامس. حوار في الظلام عبارة عن مسار يتألف من سبعة محطات متنوعة كل محطة تشكل جانب من جوانب حياتنا اليومية. يدخل المشاركون إلى المسار على شكل مجموعات صغيرة بمرافقة مرشدين مؤهلين ليأخذوا دورهم في إرشاد  الطلاب بالتحرك والتنقل بين محطة ومحطة، فعلى كل مشارك أن يفعّل حواسه الأخرى بشكل أكبر حتى يستطيع التواصل والتفاعل مع الآخرين والبيئة من حوله، فمثلا عن طريق حاسة السمع على المشاركين أن يميزوا الأصوات  وأن ينسبوها إلى مصادرها، أن يلمسوا الأشياء ويتعرفوا عليها، أن يتذوقوا بعض المشروبات الخفيفة والمسليات ويستطعموها.

في المحطة الأخيرة يجلس المشاركون مع المرشد في المقهى ويدور بينهم حوارا حول العبر والاستنتاجات المتعلقة بحياة الشخص الكفيف. وفي نهاية الفعالية قمنا باستطلاع بعض آراء الطلاب والمفاهيم الإنسانية والاجتماعية التي يمكن التوصل إليها، بعضهم قال: "إن كل شخص يستطيع أن يرى ويتواصل مع المجتمع بطريقته وبالأسلوب المناسب وفقا لوضعه، فالمبصر بواسطة حاسة البصر بنسبة أكبر. أم الشخص الكفيف فبواسطة حواسه الأخرى خاصة حاستي السمع واللمس فانه يرى ويتعرف على الأشياء من حوله. جميع الناس على اختلاف أوضاعهم يتبعون وسائل مختلفة، لكن  بالنهاية جميعنا يسعى إلى تحقيق نتيجة مشابهة".

هذه الرحلة مكافأة للطلاب الذين شاركوا في منتدى
المنارة في المدرسة

أضاف آخرون يتوجب علينا أن تكون رؤيتنا إيجابية تجاه الآخر المختلف، أن ننظر أليه من خلال قدراته وإمكانياته وأنه مستطيع، وليس من خلال إعاقته الأمر الذي يضعه في دائرة العجز التام.  الجميع حمد الله على نعمة التكيّف والتأقلم في أوضاع جديدة ففي بداية المسار شعر الطلاب بالخوف والترقب، لكن سرعان ما تكيف الجميع ومروا بالتجربة الأمر الذي أكسبهم قيمة أكبر لحواسهم الأخرى إضافة لحاسة البصر. بعد ذلك تابع المشاركون الرحلة بجولة سياحية قصيرة في مدينة يافا بصحبة المرشد أسطة منصور عن جمعية حماية الطبيعة الذي التحق بموكب الرحلة في متحف حوار في الظلام، قدم أسطة معلومات قيمة عن تاريخ ومعالم مدينة يافا الأثرية والتي تعود إلى قرون مضت. وقد اختتمت في جولة بحرية انطلاقا من ميناء يافا وصولا إلى شاطئ مدينة تل أبيب ومن ثم العودة إلى نقطة البدء. تميزت الرحلة بأجوائها الايجابية المفعمة بالحيوية والنشاط وكذلك الفعالية المركزية حوار في الظلام. 

تعتبر هذه الرحلة مكافأة للطلاب الذين شاركوا في منتدى المنارة في المدرسة الذي يهدف الى تغيير المواقف والآراء المسبقة تجاه ذوي الاعاقات والمكفوفين في المجتمع.  اشتمل عمل المنتدى على مجموعة لقاءات بموضوع ذوي الاعاقات وأساليب التعامل معهم المبنية على قيم الاحترام والعدالة والمساواة. تعاون جمعية المنارة لدعم المكفوفين في المجتمع العربي مع مدرسة الجليل الثانوية يندرج في اطار نشاطات مشروع التوعية الاجتماعية القطرية والذي يهدف الى إثارة قضايا ذوي الاعاقات والمكفوفين على طاولة الحوار الاجتماعي، ونشر الوعي الحقوقي والاجتماعي من أجل إتاحة مشاركتهم في النشاط الجماهيري.