أعضاء منتدى جمعية المنارة الطلابي في مدرسة راهبات مار يوسف في مدينة الناصرة، يزورون متحف حوار في الظلام في مدينة حولون ويخوضون التجربة، وذلك ضمن رحلة تعليمية وترفيهية. رافقهم في الرحلة أعضاء مجموعة الأكاديميين للتأهيل للاندماج في سوق العمل،  التي يشارك بها أشخاص مكفوفون وضعيفو بصر حاملين لألقاب جامعية  ينتظمون في دورة تقام في مركز جمعية المنارة.

مدرسة راهبات مار يوسف  في مدينة الناصرة

تأتي الرحلة ضمن التعاون المشترك بين جمعية المنارة لدعم المكفوفين في المجتمع العربي ومدرسة راهبات مار يوسف، والتي تندرج في إطار مشروع التوعية الاجتماعية من أجل ذوي الاعاقات والمكفوفين الذي تنظمه المنارة في المدرسة. شارك من قبل جمعية المنارة محمد ذياب مركز مشروع التوعية الاجتماعية، والعاملة الاجتماعية مروة غنطوس، والعاملة الاجتماعية تغريد عباس موجهة مجموعات في جمعية المنارة، كما ورافق الرحلة عن المدرسة المستشارة التربوية نسرين جبارين، والمربي الاستاذ منير كرام. كما وانضم مندوب السفارة الامريكية في البلاد السيد "ليسلي سميث" ليطلع على سير المشروع كونهم الداعمين الرسميين، والذي بدوره أشاد في ببرنامج الرحلة,وخاصة تجربة حوار في الظلام.

خرجت الرحلة الى النور صبيحة يوم الاربعاء منتصف الاسبوع الماضي متجهة نحو مدينة حولون الى متحف حوار في الظلام، ليشاركوا في تجربة مميزة وفريدة من نوعها. يدخل المشاركون الى مسار في حالة الظلام الدامس، وعلى كل واحد ان يبذل جهدا مضاعفا لتحسين مستوى أداء حواسه الاخرى مثل، السمع واللمس والشم والذوق، لكي يتفاعل مع المؤثرات البيئية المختلفة مثل التعرف على المجسمات  بحاسة اللمس ومعرفة الاصوات بحاسة السمع والتذوق عند مرورهم بمحطة المقهى، في  اشارة الى ان  المبصرين يعتمدون على حاسة البصر بنسبة كبيرة جدا في تعاملهم مع ظروف الحياة. ففي هذه التجربة يفقدون حاسة البصر مؤقتا لمدة ساعة ونصف وهي فترة عبور المسار. وفي النهاية يدير المشاركون حوارا في الظلام مع المرشد المرافق حول المفاهيم التي ممكن استخلاصها من التجربة.

استطلعنا بعض آراء الطلاب والمشاركين عن أبرز المفاهيم التي توصلوا اليها، بعضهم قال: "ان ننظر الى الشخص الكفيف من خلال قدراته وأنه مستطيع، وليس من خلال اعاقته" وأضاف آخرون: "ان وجود اعاقة عند شخص معين هذا لا يعني ان حياته قد انتهت، انما يتوجب عليه البحث عن أساليب بديلة ليتجاوز اعاقته". طلاب آخرون أشاروا الى ان التشابه بين المبصرين والمكفوفين اكبر بكثير من الاختلاف، ويكمن الفرق بأن المكفوفين يعتمدون على حواسهم الاخرى ويستعينون بأساليب تكنولوجية تسهل عليهم التعامل مع شؤون الحياة بشكل مستقل قدر الامكان. 

تابع المشاركون الرحلة بجولة سياحية في مدينة يافا مصحوبة بمعلومات وشرح عن معالمها الاثرية والتاريخية من قبل المرشدة عن جمعية حماية الطبيعة صباح ابو نار. سادت الرحلة أجواء ايجابية مفعمة بالنشاط والحيوية، وأشاد الجميع في برنامج الرحلة والتنظيم المتقن. تعتبر هذه الرحلة مكافأة للطلاب الذين شاركوا في منتدى المنارة في المدرسة الذي يهدف الى تغيير المواقف والآراء المسبقة تجاه ذوي الاعاقات والمكفوفين في المجتمع.  اشتمل عمل المنتدى على مجموعة لقاءات بموضوع ذوي الإعاقات وأساليب التعامل معهم المبنية على قيم الاحترام والعدالة والمساواة.

تعاون المنارة مع مدرسة مار يوسف يندرج في اطار نشاطات مشروع التوعية الاجتماعية القطرية والذي يهدف الى إثارة قضايا ذوي الاعاقات والمكفوفين على طاولة الحوار الاجتماعي، ونشر الوعي الحقوقي والاجتماعي من أجل إتاحة مشاركتهم في النشاط الجماهيري.