توافد عشرات الطلاب المكفوفون وضعيفو البصر من أجيال مختلفة، الأسبوع المنصرم، إلى مركز المنارة الكائن في الناصرة للمشاركة في فعالية ترفيهية كانت المنارة قد رتبت لها بالتنسيق مع مديرة مدرسة راهبات الناصرة للصم والمكفوفين السيدة شروق صوان. يشار إلى أن مركز المنارة افتتح قبل عدة أشهر ليشكل سقفا للفعاليات والبرامج التي تبادر المنارة إلى تنفيذها من منطلق احتضان شريحة المكفوفين العرب وتأمين إطار ثابت ومتخصص بحيث يشكل عنوانا مركزيا وقطريا للمكفوفين على اختلاف أعمارهم. هذا ما يؤكده المحامي عباس عباس مدير عام مركز المنارة. ويضيف:" نسعى لأن يكون مركز المنارة القلب النابض بالفعاليات والخدمات المتعلقة بالأشخاص المكفوفين وضعيفي البصر، سواء كان ذلك عبر مشروع التوعية أو التمكين وتطوير القدرات أو المرافعة القانونية أو خط الاستشارة الذي افتتحته المنارة مؤخرا".
المنارة وطاقم العامين فيها أعربوا عن سعادتهم لخروج هذه الفعالية إلى حيز التنفيذ، لا سيما أن هناك حاجة ماسة لتبادل الموارد والطاقات بين المنارة وجمهور الهدف وعلى رأسه فريق مدرسة راهبات الناصرة. فالمنارة تتوق إلى الوصول إلى كافة المكفوفين وضعيفي البصر وتطوير فعالياتها وبرامجها بحيث تشمل الجميع. ومن الجدير ذكره ان رؤية المنارة هي رؤية تكاملية وللدلالة على ذلك فقد شارك في الفعالية مجموعة من طلاب مدرسة مار يوسف بدعوة من محمد دياب موجه المجموعات ومركز مشروع التوعية في المنارة. كان الهدف من وراء ذلك كسر الحواجز الوهمية بين الناس واختبار المقدرة على التعامل مع الأولاد المكفوفين إلى جانب العمل على إنجاح الفعالية من خلال التواصل مع الأولاد ومساعدتهم على التضلع في المكان والتواصل مع الفعالية بشكل كامل.
وعن تجربتها في تفعيل أولاد مكفوفين، قالت: كنت سعيدة جدا بهذا اللقاء المتميز، وقد أدهشتني سرعة تجاوب الأولاد معي وخصوصا أن جزءا منهم ميزني وأكد انه يستمع إلى برامجي في إذاعة راديو الشمس وتحديدا برنامجي السابق " كل الصغار مع تغريد".
طاقم المربين واولاد المدرسة خرجوا بانطباعات رائعة وصلت مديرة المدرسة التي اتصلت بدورها لتشكر مدير عام المنارة على هذه اللفتة الرائعة والبرنامج المتميز الذي أدخل البهجة والسرور إلى قلوب المشاركين كافة.
يشار إلى أن مركز المنارة يحتوي على قاعة مكتبة تشكل لب المركز. فالمكتبة مجهزة بأحدث الحواسيب الملائمة والمزودة بالبرامج التي تتيح عمل المكفوفين بها، إضافة إلى مطبعة البرايل الحديثة التي توفر إمكانية طباعة الكتب والمقالات العلمية وغيرها ما يجعل المنارة عنوانا رئيسا لكافة الشرائح من مكفوفين وضعيفي بصر. وهذه دعوة منا، يقول عباس، إلى المكفوفين وذويهم للتوجه إلى مركز المنارة واختيار رزمة الخدمات التي تناسبهم وذلك حرصا على دفع المكفوفين وضعيفي البصر نحو مستقبل آمن ومحيط قادر على احتواء الجميع بغض النظر عن الإعاقة سواء كانت حسية أو غير ذلك.