اختار رضا عبد العزيز أن يسير على خطى غير مسموعة لكنها ملموسة ومحسوسة فلم يبغى الشهرة والنجومية مثلما يهدف الكثيرين بل تلخص هدفه في حلم بسيط لكنه عميق به سبح ضد التيار وتبنى فرقة فنية لا تسمع ولا تتحدث ولا يربطها بعالمها سوى لغة الإشارة وهو ما لم يرضيه فجعل هناك بينهم والحياة لغة موسيقية هادفة إنها لغة بيتهوفن الذي استلهم منه روح الموسيقى، وها هو رضا عبد العزيز يرفع شعار "بالفن والإبداع نتحدث إلى العالم"... وهنا على صفحات شايف التقيناه وحاورناه وعشنا معه لدقائق في عالم غير مسموع:
نبتدي منين الحكاية؟
وما حقيقية الأزمة التي وقعت بينك ووزارة الثقافة؟
لم اقل إنني غير راضى عن وزاره الثقافة كوزارة ولكن قلت بالحرف الواحد وكلامي موثق بموقع الـ "سى إن إن" أن فرقه الصامتين بعد النجاح الذي حققته على مدار ثلاثة أعوام لم تلق الدعم الذي يليق بها من جانب وزاره الثقافة واقصد هنا المسؤولين المعنيين بالأمر وعلى اتصال مباشر بنا وليس شخص الوزير، فقد قابلت دكتور حسين الجندي بعد توليه رئاسة صندوق التنمية، وقدمت له مشروع اعتماد صندوق التنمية لفرقه الصامتين فوق 18 سنه وتوفير الدعم المالي الذي يليق بها وبتجربتها بصفة دائمة أسوة بالفرق الفنية التي يرعاها صندوق التنمية الثقافية وخاصة بعد اشادات كبار النقاد والمهتمين بفن الرقص المسرحي في مصر وأوروبا، بالإضافة إلى الإشادات العديدة من مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية إلهامه مثل وكالة رويترز ووكالة أنباء الشرق الأوسط وموقع سى إن إن بتحزبه فرقه الصامتين باعتبارها الأولى من نوعها بالعالم العربي ومنطقه الشرق الأوسط وأفريقيا ولما ستضيفه للثقافة المصرية على المستوى الإقليمي والدولي خاصا وان الفرقة مثلت مصر بنجاح رائع منذ ظهورها بالعام 2006 في مهرجان الرقص المسرحي الحديث بمشاركة فرق عالميه من 4 دول أوربية هي فرنسا أسبانيا، بلجيكا، إيطاليا، الذين عبروا عن انبهارهم الشديد بأداء الفرقة وقال عنها مدير المهرجان وليد عوني أن فرقه الصامتين للأداء الحركي هي مفاجأة المهرجان هذا العام وان تجربه رضا عبد العزيز الفنية مع الصم والبكم تعد تطور فن وتطور رؤية يجدر أن نشيد بها، كما أن الناقد رفيق الصبان شاهد العرض وأشاد بنا. وبعد أن تقدمت بمشروع طالبت فيه باعتماد الفرقة ككيان فني مستقل نظرا لظروف إعاقة أعضائها، وطالبت بتوفير الدعم المالي وتوفير مقر تقدم فيه الفرقة عروضها الفنية بشكل دائم لتنمو التجربة وتزداد نجاحا برعاية صندوق التنمية الثقافية، وبعد حوالي 6 شهور من الانتظار علمت من وسائل الإعلام بان اعتماد الفرقة تقلص إلى دعم لانتاج عرض بمبلغ 50000 جنيه انه أمر يدعو للدهشة ومخيبا للآمال إذا كان حقا كذلك، لأنني قدمت لوزارة الثقافة فرقه وحيده فريدة في مصر والعالم العربي وأفريقيا تضيف بإبداعها وتجربتها للثقافة المصرية ريادة في مجال فني وإنساني جديد وغير مسبوق على الساحة الفنية.
لم تتوقع إذن دعمك بهذا المبلغ فقط؟
هل هناك عروض تلقيتها من خارج مصر للتعاقد معك؟
كثيرة لكنني ابن هذا البلد ودائما كنت أتمنى أن يطل نجاح مشروعي الفني واتجاهي الجديد على العالم وهو يحمل شعار صنع في مصر، ومن ثم تنشره في مختلف الدول العربية الراغبة في تطبيق تجربتي مع الصامتين من اجل العمل على دمجهم في المجتمع عبر الفن الهادف والراقي.
ما هي خطتك للفرقة خلال الفترة القادمة ؟
خطتي القادمة للفرقة إنني أسعى إلى الحصول على اعتماد رسمي ودائم للفرقة ولاتجاهي الفني الجديد وتوفير الدعم الذي يليق بها وبتجربتها فهذا أمر حتمي ومهم جدا بالنسبة لنا ولا نقبل التنازل عنه مطلقا، ولقد قمت بعرض المشروع على دكتور اشرف زكى نقيب الممثلين الذي عبر عن إعجابه الشديد بفرقه الصامتين وتجربتها وقد طالبت منه تدخل النقابة لدعم جهودنا في اعتماد الفرقة بشكل دائم ومستمر بإحدى الهيئات الثقافية الكبيرة كالبيت الفني للمسرح أو صندوق التنمية الثقافية لأنني أتحدث عن شئ إنساني وفنى له علاقة بريادة مصر الثقافية على المستوى الإقليمي والدولي كما أن فرقتي هي ترجمه حقيقة لدعوه السيدة الفاضلة سوزان مبارك بأهمية ابتكار وسائل جديده تساهم بشكل كبير في دمج ذوى الإعاقات في المجتمع، ألا يرى المسؤولون بوزارة الثقافة انه شئ عظيم وجدير بالاحترام ودليل على احترامنا لحقوق الإنسان المعاق ودمجه في المجتمع وتفعيل مشاركته بالفعل لا بالأقوال، واهم من يعتقد بان فرقه الصامتين مجرد فرقه فنية كأي فرقه حيث إنها نموذج لمشروع إنساني وفنى وثقافي ضخم يضيف لريادة مصر في مختلف المجالات الثقافية والحقوقية والإنسانية على المستوى الإقليمي والدولي كما يمكننا تصديره للعالم كنموذج راقي وناجح نفتح به آفاقا جديده للصامتين في كل العالم ونشعل لهم به شمعه أمل في ممر إعاقتهم الضيق فليس في غير الفن والإبداع ما ينقذ من الأوجاع ويخفف أثقال الإعاقة.
هل بالفعل طالبت بإنشاء وزارة للمعاقين؟
أراها ضرورية للغاية لأننا للأسف لازلنا كمسؤولين وأفراد نتعامل مع ذوى الإعاقات من باب الشفقة والعطف وليس من منطلق احترام حقوق الإنسان المعاق واحترام حقوقه المشروعة في الحياة وتفعيل مشاركته فيها بكافه السبل المتاحة مثلهم في ذلك مثل الناس العاديين وعليهم واجبات بقدر استطاعتهم، وابسط الأمور أن يكون لهم وزاره تهتم بهم وبشئونهم وتكون صوتهم وبيتهم وتنسق أمورهم المختلفة مع مختلف الوزارات والهيئات في الدولة، كما أن كل الوزارات ليست بها إدارات خاصة لذوى الإعاقات ولا يعلمون عن الإعاقة شيئا عدا وزاره التربية والتعليم، كما إنني ومن خلال دراستي للدراما والطفل الأصم والتي أشادت بها منظمه اليونسيف الدولية وجدت أن ذوى الإعاقات على هامش اهتمام مختلف الوزارات والهيئات وحتى المجلس القومي للأمومة والطفولة.
نلاحظ أن التعامل مع الإعاقات مقتصر على الناحية التعليمية فقط الست معي؟
هل هناك أية خلافات بينك وبين السيد فاروق حسنى وزير الثقافة؟
ليس هناك أي خلافات بيننا بل بالعكس أنا من الذين يدعمون ترشيحه لمنصب رئاسة اليونسكو كما إنني ممتن له جدا على موافقته على دعم فرقه الصامتين فوق 18 سنه بمبلغ 50000 جنيه من صندوق التنمية الثقافية وأنا على يقين تام بان مشروع فرقه الصامتين وطلبي باعتمادها بشكل رسمي ودائم من خلال صندوق التنمية الثقافية وصل إليه بشكل مختلف تماما عما كان عليه، وليس كما جاء في طلبي المقدم منى باليد للدكتور حسين الجندي رئيس صندوق التنمية الثقافية ووقع عليه أمامي بالعرض على الأستاذ وليد عوني لإبداء رأيه في الفرقة وتجربتها حيث اختارها عوني من قبل لتمثيل مصر في مهرجان الرقص المسرحي السابع 2006، وأعلن إنها مفاجأة المهرجان كما انه أشاد بها وبتجربتها المبهرة كما جاء في وصفه لإذاعة بي بي سى، وانتهز هذه الفرصة لأعلن من خلال جريدتكم اعتذاري بشكل رسمي ورفضي قبول مبلغ أل 50000 جنيه إذا كانت صفته لإنتاج عرض فقط دون اعتماد الفرقة بشكل رسمي ودائم من خلال صندوق التنمية الثقافية أسوة بمختلف الفرق الفنية التي يرعاها الصندوق حيث إنها فرقه وحيده وفريدة في فنها وفى اتجاهها الفني ، كما إنني لم اقدم مطلقا طلب لتوفير مجرد دعم يتيح لنا إنتاج عرض فني فقط، بل قدمت مشروع اعتماد كيان فرقه واتجاه فني جديد والملف موجود بادراه المتابعة بصندوق التنمية الثقافية وبالاستفسار من المسؤولين بالمتابعة عن صفه الاعتماد قالوا أن قرار الوزير بمكتب دكتور حسين الجندي وانهم لم يطلعوا عليه رغم صدوره منذ شهرين تقريبا؟؟؟ انه أمر غامض ومحير جدا!!!! ويدل على ان هناك تخبط وخلط فى الامور فالامر بحاجه الى مراجعه وشفافيه فى التعامل من صندوق التنميه الثقافيه ووضع الامور فى نصابها الصحيح لاننا عندما نتحدث عن تجربه فرقه الصامتين فاننا نتحدث عن كيان واتجاه فنى جديد يضيف لرياده مصر الثقافيه وليس هذا بالامر اليسير، ولكن من يقدر؟؟ كما إنني أؤكد بان المشكلة ليست في المبلغ المقرر لنا بل في صفه القرار فأنا مستعد لقبول المبلغ وانتاج اكثر من عرض به من تصميمي وإخراجي.
وماذا عن عرض بيتهوفن الذي تستعد له؟