في كثير من الأحيان يخلط البعض وبخاصة في الأوساط غير المتخصصة بين مفهوم الإعاقة العقلية ومفهوم المرض العقلي، فكثيرا عندما أتواجد في لقاء أو مع بعض الأشخاص ويعلمون أني أخصائي نفسي وفي مجال الإعاقة العقلية أول سؤال يوجه الي هل هذه الفئة تقع ضمن فئة مرضى العقول.
هذه المواقف في حياة الفرد |
وتحدث الإعاقة العقلية قبل الولادة او أثناء الولادة، وقد تحدث بعد الولادة خلال فترة النمو وقد تحدث نتيجة عوامل وراثية أو عوامل بيئية مكتسبة بسبب مرض أو فيروس أو اضطرابات أو إصابات مباشرة للدماغ تؤثر على وظائف المخ.
اما المرض العقلي فيحدث في مرحلة من مراحل العمر، وعادة ما يحدث بعد سن المراهقة، وفي معظم الحالات يحدث المرض العقلي للفرد بعد المرور بخبرة فشل وشعور بالإحباط مع بعض عناصر البيئة التي يعيش فيها أو التعامل مع أشخاص او العجز في حل بعض المشكلات التي تقابل الفرد في حياته، وكما ترى مدرسة التحليل النفسي في الصيغة العامة للأمراض (إحباط لا يقوى الراشد على تحمله فيشعر الأنا بالخطر فيرفع راية الحصر) .
وقد يحدث المرض العقلي نتيجة مغالاة الفرد في طموحاته وتوقعاته بما لا يتلاءم مع قدراته وإمكانته فيجد نفسه عاجزا عن تحقيق طموحاته ويفشل في توقعاته، أو يشعر الفرد بان الآخرين ينظرون له على انه غير كفء وتكرار هذه المواقف في حياة الفرد يؤدي به الى ظهور أنماط غير سوية من السلوك الانفعالي مثل الاكتئاب، العداونية.. الانطواء... الى آخره.
المعوق لا يملك القدرة على أداء |
فالشخص المعوق لا يملك القدرة على أداء الأعمال والمهام التي تتطلب كفاءة عقلية معينة، ويفشل في أداء تلك المهام لذا قد يصاب بالعدوانية والخجل والانطواء والاكتئاب نتيجة لهذا الفشل في القيام بما يتطلب منه من أعمال لا تناسب قدراته العقلية المحدودة ونتيجة لظهور هذه الأعراض الانفعالية في سلوكه ينشأ الخلط في وصفه بأنه مريض عقلي.
وكذلك الأمر بالنسبة للمريض العقلي فنتيجة للاضطرابات الانفعالية والوجدانية التي يعانيها، ونتيجة لمرضه تظهر لديه بعض المشكلات في عدم قدرته على التعامل مع بعض المهام التي تتطلب كفاءة عقلية، وأيضا عدم قدرته على حل المشكلات التي تقابله، فينشأ الخلط في وصفه بأنه معاق عقليا.