|
بدأ اليوم الدراسي باستعراضٍ مختصر ومكثف عرضه د. خالد أبو عصبة – مدير معهد مسار للابحاث الاجتماعية والتخطيط والاستشارة المهنية، وفيه أشارَ إلى حقيقة مؤلمة مفادها أنّ نسبة الإعاقات عند العرب تصل الى 17% فيما هي في الوسط اليهودي (8%) وهذا يعود إلى عوامل عدة من بينها:
زواج الأقارب، الأوضاع الاقتصادية والسكنية والصحية السيئة، وحين يُشار إلى ذوي الإعاقات يتحدثون عن الحالات الجسدية والحسية وينسوْن أو يتناسون المشاكل النفسية والعقلية التي قد تسبب الإعاقة، وفوق كل هذا تخفي بعض العائلات وجود حالات اعاقة في محيطها.
د. أبو عصبة تمنّى على القيادات المحلية والسياسية والرأي العام أخذ هذا الشأن بعين الاعتبار، ومحاولة التأثير ودمج ذوي الاحتياجات في سوق العمل، كما نوّه أيضًا الى ضرورة التوجه الإعلامي صاحب الرسالة وليسَ المتسابق للحصول على خبر.
وفي المداخلة الثانية بعنوان "قضايا مركزية في حياة ذوي الإعاقات العرب" تحدث المحامي عباس عباس مدير جمعية المنارة عن وجهة نظره تجاه موضوع الإعاقة، وشددّ على أنّ البطالة مستشرية في مجتمعنا العربي بشكلٍ عام ولدى ذوي الاحتياجات الخاصة بشكلٍ أهم، فبينما هناك 75% من المعاقين عاطلون عن العمل في الوسط اليهودي، تصل نسبة البطالة في صفوف ذوي الاحتياجات الخاصة العرب الى 90%، وهذا يعني أننا نستطيع أن نعد هؤلاء الذين سنحت لهم فرصة العمل على الاصابع، هذه الحقيقة التي تحدث عنها المحامي عباس تكشف الثغرات الموجودة في قوانين الدولة، فالقانون الذي سُن في العام 1998 والذي يحظر التمييز على اساس إعاقة يُناقض الواقع الذي يشير الى البون الشاسع في التعامل مع القادر وصاحب الاحتياجات الخاصة، هذا إلى جانب النواقص الأساسية في مجتمعنا والتي لا تتعلق أساسًا بكون العامل ذا محدودية أو سواه.
وتطرقت زهرية عزب وهي عضو في المجلس المحلي في كفر قرع إلى النواقص والحاجات التي يجب أن تتوفر لذوي الاحتياجات الخاصة واستعانت بتجاربها الشخصية لتوضّح الإعاقة الحقيقية في تفكير بعض شرائح مجتمعنا، خاصةً عندما لا يتقبلون حقائق أساسية في شخصية الإنسان كيفما كان، "فلماذا يمانع التلفزيون مثلاً في وجود العكازين بجانب امرأة ذات احتياجات خاصة، وهي تتحدث عن مواضيع شتى، علماً بان العكازين هما جزءٌ أساسي لا يمكن فصله عن شخصيتها". وانتقدت أيضا التقصير في السلطات المحلية وانعدام مصاعد خاصة على سبيل المثال. |