ثمة تساؤلات تطرح نفسها هنا، ترى: هل تنوع الأطعمة وألوانها وأشكالها ساهم في تنوع الأمراض التي ظهرت في عصرنا هذا، وهل يلعب الغذاء دورا في الشفاء من الداء أم الإصابة به؟ هذا التساؤل دفع الكثير من المهتمين بمجال الغذاء إلى ابتكار أساليب جديدة لتوعية الناس أو تحقيق الأرباح، ومن هذه الأساليب استقدام الأغذية العضوية (Organic)إلى مناطق جديدة في العالم، لتوعية الناس بفوائدها، ولزرع ثقافة جديدة لم تكن منتشرة في الأصل، نيلز عقاد، هو أحد أولئك الذين فضلوا استكمال بقية حياتهم باتخاذ الغذاء العضوي طعاما لهم، وله قصة طويلة مع الأغذية العضوية، حيث يقول: "لقد بدأ الأمر بوفاة والدتي بالسرطان، عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري، ومن ثم أصبت بمرض عضال لفترة طويلة من الزمن. وبعد زيارتي لكثير من الأطباء تمكن أحدهم من شفائي أخيرا."
يبدأ الناس باستهلاك المواد العضوية بعد |
وحول الفرق بين النوعين، تضيف حداد:"من الناحية الغذائية لا فرق، فالنوعان يقدمان نفس كمية الفيتامينات، والمعادن، والعناصر الغذائية الأخرى، لذا فالفرق الوحيد هو في طريقة الزراعة"، ومنذ أن افتتح نيلز عقاد سلسلة مطعم ومقاهي "أورغانيك" في دبي، والأمر أصبح بمثابة نمط حياة بالنسبة للبعض، حيث يشير عقاد إلى أن الناس لا يعون أهمية الأطعمة العضوية إلا إذا أصابهم مكروه.
ويقول: "عادة ما يبدأ الناس باستهلاك المواد العضوية بعد إصابتهم بمرض ما، أو سماعهم من أشخاص آخرين حول أهميته. إلا أن ما ألاحظه هنا في دبي أن الناس قد بدؤوا يفهمون أهمية تناول الأطعمة العضوية لحياتهم وأجسادهم"، ويضيف عقاد: "لعل أحد أبرز الأهداف التي نسعى لتحقيقها هنا في ’أورغانيك‘ هو السعي لتثقيف الناس حول الأغذية العضوية، فعادة ما نذهب إلى المدارس، ونشجع الناس على زيارة موقعنا الإلكتروني، كما نقوم بتوزيع النشرات المختصرة، وأقوم أنا بنفسي بالحديث لزوارنا حول أهمية هذا النوع من الغذاء لأجسادنا."
إلا أن خبيرة التغذية ياسمين حداد، تؤكد أن صحة الجسد لا تعتمد على الطعام العضوي فقط، لأنه يعتبر باهظ الثمن بالنسبة للبعض، حيث تقول: "أهم ما في الأمر أن يكون هناك توازن في الطعام، كما يجب أن ننوع في الأطعمة التي تنتاولها ما بين خضراوات وفواكه ولحوم ودواجن وأسماك"، وتضيف حداد: "نمط الحياة هو ما يحدد مدى صحة المرء، فتناول الطعام الصحي، ولعب الرياضة، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحول هي نمط حياة مثالي."