قد يفاجأ الجميع حين يقرأ هذا العنوان المثير الذي يشير الى ان مادة المضادات الحيوية (البنسلين) قد اكتشفها العرب قبل الفرنسيين منذ مئات وربما آلاف السنين. هذه الحقيقة مسجلة بشكل لا يقبل التأويل في المراجع العلمية الفرنسية وربما بريطانيا ايضا، وهي تعترف للعرب بهذا الفضل الكبير الذي غير مسار الطب في مرحلة كانت فيها البشرية في امس الحاجة لمثل هذا الاكتشاف.
كيف حدث كل ذلك؟
المكتشف الفرنسي ارنست دوكسن |
كان "البدو" العرب يضعون المرهم على التهابات وجروح الخيل والحمير ويشدونها بقطعة من القماش، ثم ما ان تمضي بضعة أيام حتى تلتئم هذه الجروح وتتعافى الحيوانات. كانت خلطة "المرهم" عبارة عن كومة من "الفطريات" التي يجلبها العرب من حقول رطبة مليئة بها، ثم يخلطونها بكمية من الشحم، وفي احيان اخرى من دونه، ويضعونها على هذه الجروح والالتهابات.وعلى هذا الاساس اخذ ارنست دوكسن كمية من هذه الفطريات واجرى عليها اختباراته، وتحليلاته المختبرية، وحصل على المادة الحيوية ذاتها واطلق عليها اسم Penicillium glaucum لكنه استخدم هذه المادة لعلاج التيفوئيد والطاعون، وبذلك سجل اولى المحاولات للعلاج بواسطة الدواء الجديد، الذي تطور واخذ فيما بعد اسم pencilin، وهو اسم لاتيني يطلق على تلك الخلايا الفطرية التي تنتج الـ "بنسلين".
انطلاقة فرنسية اخرى باءت بالفشل
لم تنقطع الاختبارات العلمية التي بدأها ارنست دوكسن للوصول الى انواع اخرى من المضادات الحيوية وفق ما ذكرته القبس، لذلك بدأ الفرنسي لويس باستور البحث في خواص بعض الفطريات لانتاج دواء جديد، لكن محاولاته هذه باءت بالفشل، حتى جاء العالم البريطاني الكساندر فليمينك، الذي زرع في مختبره بكتريا نظيفة باستخدام الفطريات ايضا، ولاحظ كيف قضت المادة الحيوية في هذه الفطريات على جميع انواع البكتيريا في الحقل المخبري، وقد سمى هذه المادة الـ"بنسلين" ايضا. وهي ذات المادة المستخدمة في الطب الحديث، وبفضلها قضي على مرض السل بصورة تامة في الولايات المتحدة بعد أن طورها العالم "سلمان واكسما" 1888 – 1973.