لا يمكنك معرفة المصاب بمرض آلام الأنسجة العضلية "فيبروميالجيا"، بالنظر إليه، لكنه في أي لحظة قد يشعر بألم غريب في كل جسده. ديانا بولي مصابة بهذا المرض الغريب، الذي لم يعرف عنه إلا القليل بعد، وهي دائمة الشعور بالألم في جميع أنحاء جسدها. تقول بولي (31 عاما)، وتعمل موظفة استقبال في مدينة كانتون في ولاية جورجيا الأميركية: "إنه ألم يشبه الحرقة، وتشعر كأنك مصاب بالأنفلونزا".

وبولي واحدة من نحو ستة ملايين أميركي يعانون حالات مزمنة من مرض "فيبروميالجيا"، الذي يسبب تعبا عاما في الجسم، واضطرابات النوم، والصداع، والإحباط، والاضطرابات المعوية. وجزء من الإحباط الذي يشعر به مرضى "فيبروميالجيا"، مرده إلى أن الأطباء لا يعرفون أسباب المرض، ولا الكثير عنه، لكنهم يعتقدون بوجود عوامل كثيرة تسببه، مثل الصدمات العاطفية واضطرابات النوم وقلة التمارين الرياضية.

يقول الدكتور جيفري ليبرمان، أخصائي الأمراض الروماتيدية: "يبدو أن هذا المرض له علاقة بالعملية العصبية الكيميائية في الجسم، إذ ان المرضى لا يعانون من التهاب أو ما شابه ذلك.. والتشخيص هنا مختلط جدا مع عدد من الأمراض والاضطرابات الأخرى، كالروماتيزم واضطرابات الأيض وغيرهما".

ويقدر الخبراء بأن نحو 90% من المرضى هم من النساء، معظمهن يبدأن الشعور بالمرض في بداية أو منتصف سن البلوغ، الأمر الذي أكدته بولي، قائلة إن الألم بدأ معها في سن 20 عاما. وينصح الدكتور ليبرمان مرضى "فيبروميالجيا" باتباع حمية غذائية، وتقليل التوتر، والحصول على قدر كاف من النوم، والقيام بتمارين رياضية معتدلة، ويقول "التمارين تشجع على تحفيز الإندورفين والإنكفلنز وهما هرمونان يعملان على خفض مستوى الشعور بالألم". ورغم تلك المعلومات القليلة عن هذا المرض الغريب، إلا أن ليبرمان متأكد من شيء واحد، هو أن مرض "فيبروميالجيا" لا شفاء منه.

الموت الرحيم.. جريمة أم عمل إنساني؟

ماذا نأكل في الصحة والمرض..؟