هل تعلم عزيزي/عزيزتي المتبرع/ة أنّ كل المجتمع يستفيد من هذا العمل الإنساني؟! فماذا لو عرفنا أنّ التبرع بالدم ينشط نخاع عظام المتبرع ويحفز الخلايا على انتاج المزيد من كريات الدم الحمراء والبيضاء؟!! وماذا لو عرفنا أننا بهذا العطاء ننشط دورتنا الدموية ونساهم في علاج حالات مرضية مثل الزيادة غير الطبيعية في عدد كريات الدم الحمراء ونسبة الحديد ونمنع حدوث مضاعفات هذه الأمراض؟!! وماذا لو باتَ مؤكَدًا أننا بذلك ننقذ حياة أربعةُ مرضى خلال دقيقة واحدة؟! وفوق ذلك فإننا نقوم بدورٍ إنساني في خدمة المجتمع وتقوية الروابط الاجتماعية بين أفراده.

وهذا الكلام لا يأتي مِن فراغ، فقد أكدهُ أكثر من مئتي متبرع، زاروا مستشفى الناصرة – المستشفى الانجليزي، تلبيةً لنداء التبرع بالدم الذين أخذته على نفسها إدارة المستشفى وعلى رأسهم المسؤولون في المختبر الخاص بالمستشفى، وهو نهجٌ سنوي، يُنادي بِه المستشفى عبر وسائِل الاعلام وعبر اتصالاتٍ مباشرة مع جهات محددة للتبرع بوجبة دمٍ تنقذ المرضى المحتاجين.

وتوجهت مراسلة "شايف" الى المستشفى، لتسجيل انطباعاتٍ عن هذا اليوم الهام والمميَز، بحضور الدكتور عادل جبور – مدير مختبر مستشفى الناصرة، وهو المنسِّق المباشر مع نجمة داوود الحمراء التي تجمع الوجبات في نهاية يوم التبرعات. هذا اليوم الذي يحرص فيه مركز خدمات الدم التابع لنجمة داوود الحمراء على التواجد مع طاقمها اللازم من أجل أخذ عينات الدم، بالمشاركة مع المستشفى وطواقمه وموظفيه لجمع أكبر كمية من الوجبات في ظروفٍ إنسانية وعملية مثيرة.

وكان للدكتور عادل الفضل في تزويدنا مشكوراً بالمعلومات التي توضّح أهمية التبرع وضرورته إذ قال: "إنّ الفكرة من هذه الحملة السنوية، ليس فقط الحصول على وجبات ضرورية من الدم، بل تقوية العلاقة مع المستشفى، وأعظم دليل على قوة العلاقة بين المستشفى وجمهوره العريض هو حجم التبرعات التي وصلت الى مئةٍ وسبعين وجبة خلال يومٍ واحد، الأمر الذي يفوق ما تحصل عليه أكبر المستشفيات في البلاد، وإذا علمنا أنّ عدد المتبرعين في تزايدٍ مستمر من سنةٍ إلى أخرى فإنّ هذا الأمر يثلج الصدر ويؤكِد على وصولنا الى دورٍ لا بأس به في خدمةِ مجتمعنا".

عطاء إنساني من الدرجة الأولى

يؤكد الدكتور جبور: "أنّ التبرع بالدم كفكرة هي عطاء انساني بكل معانيه، فوجبة الدم لا يمكن ان تُنتَج ولا يمكن شراؤها، ومن المحرّم بتاتًا بيع وجبات الدم بشكلٍ شخصي، حتى لو لم يحصل المستشفى ولا على وجبةٍ واحدة في هذا اليوم... فهذا التبرع هو عمل مُباشر يقوم بِه مركز "نجمة داوود الحمراء"، والوجبات تحوَل الى "بنك الدم المركزي"، ومن الطبيعي أننا نحتاج بشكلٍ متواصل إلى وجباتٍ من الدم، نطلبها من بنك الدم المركزي وندفع مقابلها.

مهمة مركز خدمات الدم في نجمة داوود الحمراء

نشير هنا الى أنّ مركز خدمات الدم التابع لنجمة داوود الحمراء مسؤول عن جمع، تجهيز، فحص وتزويد الوجبات ومركبات الدم لكل المستشفيات في البلاد، من أجل المرضى المحتاجين لتغيير الدم خلال وجودهم في المستشفى.

يعمل في المركز حوالي ال 200 موظف وعمال مختبر ومساعدون في عملية التبرع. ويستطيع المركز أن يوفر ما لا يقل عن 280,000 وجبة سنوياً من قبل المتبرعين. إذ تصل الى بنك الدم المركزي بين (1000-1200 وجبة يومياً). تفحص التبرعات بشكلٍ محوسب وتقني حديث حيث تصنف انواع الدم الى (A,B,O,Rh) إضافة إلى بعض الانواع الاخرى النادرة.

ويمكن القول ان هناك 240,000 وجبة دم تصل الى المستشفيات حسب طلبهم، وعمل نجمة داوود الحمراء على تزويد مصانع الصيدلة التكنولوجية ومعاهد علمية أخرى تستند الى الوجبات في عملها. ونشير الى أنّ المركز لا يعمل من أجل الربح، وتمت الموافقة على إقامة المركز عام 1950.

لماذا تنشأ الحاجة للتبرع بالدم؟!

ينوّه الدكتور عادل جبور الى أنّ مستشفى الناصرة يحتاج الى وجبات الدم، لِما تتطلبه العمليات الطارئة أو الولادات من استخدام للوجبات، فهناك طابق كامل يرتكز على العمليات، وله حاجة ضرورية في استخدام هذه الوجبات.

ويتابع "وأحيانًا نضطر لتأجيل عملية معينة اذا لم تكن تعرض حياة المريض للخطر، في حالة نقصان وجبات الدم، بسبب تأخر مدنا بالطلبات. ثم أنّ المستشفى الذي ليس لديه الكثير من العمليات الجراحية لا يحتاج الكثير من وجبات الدم، لكن هناك أمراضاً معينة تحتاج الى وجبات دم وبشكلٍ سريع، مثل الأنيميا، أو في حالة وجود نزيف داخلي لدى المريض، وأذكّر بالحالات التي وصلتنا خلال مواجهات اكتوبر 2000، التي واجهنا فيها أخطر وأصعب أنواع الإصابات".

التعاون بين مستشفيات الناصرة

ويشير الدكتور جبور الى أنّ هناك تعاونًا ومشاركة ايجابية بين المختبرات في مستشفيات الناصرة، فعندما يحتاج أحد المستشفيات الى وجبات دم، وقد يتأخر بنك الدم المركزي في تزويدها، لكون المريض في المستشفى في حالةٍ خطيرة او تحت عملية طارئة، فإنّ المستشفى يجد من الأفضل ارسال تاكسي الى المستشفى القريب، ويحصل بشكلٍ سريعِ على طلبه من الوجبات ويعيدها بعد حصوله على وجباتٍ إضافية من البنك المركزي.

مدة صلاحية وجبة الدم

الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون، باستثناء المختصين في المستشفيات أنّ معدل عمر الوجبة نادرًا ما تصل إلى شهر منذ لحظة أخذ الدم من المتبرع. كذلك فإنّ الوجبات التي اخذت من الاشخاص الذين تبرعوا لا تكون جاهزة لإعطائها لإنسان آخر لمجرد وضعها في أنبوبة خاصة، وتؤخَد عينة الدم بعد عملية فحص للهيموغلوبين في الدم إضافة إلى ضغط الدم والنبض، وهناك أسئلة خاصة يجب الإجابة عليها بشكلٍ واضح وصريح.

وبمجرد انتهاء عملية استخراج الوجبة من المتبرع، تخزن الوجبة بعبوةٍ خاصة وترسل الى بنك الدم المركزي وفي المختبر تفحص الوجبات مرة اخرى، للتأكد من نقاء هذه الوجبات من الفيروسات المسببة للأمراض، وإن وجدت علةٌ ما فيها يتم علاجها بشكلٍ تام، وإلا فإنّ الوجبة تعتبر فاسدة ويتم الاستغناء عنها، أو تكون مناسبة للاستعمال فيتم حفظها لفتراتٍ معينة وبطريقة تخزينٍ خاصة ومع فحوصات دقيقة على العينة.

هل تعلم أنّ... ؟!

الشخص الواحد يحتاج وفي خلال 70 ثانية، الى وجبة دم واحدة على الأقل أو أحد مركباتها.

وجبة تبرع واحدة تنقذ حياة أربعة أشخاص محتاجين.

كل شخص من سن 18 وحتى 65 يستطيع التبرع بالدم كل ثلاثة أشهر. (من سن 17-18 يحتاج الى موافقة ولي أمره، وفوق 65 يحتاج الى موافقة طبيب)

التبرع بالدم، مرة سنويًا، يمنح المتبرع وعائلته تأميناً بالتزوّد بالدم لسنة كاملة.

إسرائيل لها مكانة مميزة توازي بعض الدول الأوروبية، وتتجاوز بعض الدول العربية.