|
|
تعتبر هذه الجرثومة واحدة من أصغر الجراثيم التي تسبب الأمراض في الإنسان. وتبلغ في الطول نحو 000,60,1 من السنتيمتر، وفي العرض 0001,250 من السنتيمتر. وكلمة هيمو فيليس تعني المتعطشة للدماء. ويطلق ذلك الاسم على الجرثومة العصوية للسعال الديكي، لأنها واحدة من مجموعة من الجراثيم التي يجب أن يزود بعضها بالدم، إذا كان سيتم تربيتها صناعياً في المعمل. وتعني كلمة بروتوسيس، السعال الشديد، وهو أكثر الأعراض تمييزاً للعدوى بهذه الجرثومة.
نوبة السعال الديكي
تعدي جرثومة بورديه جنجو الأنسجة التي تبطن المسالك التنفسية التي تؤدي إلى الرئتين. وهكذا فحين يبدأ طفل مصاب بالعدوى في السعال، فقد ينتشر الرذاذ المحتوي على أعداد كبيرة من الجراثيم الضارة في العواء المحيط به، ومن ثم فإن أي شخص على مقربة منه، قد يستنشق بعض هذه الجراثيم، ويصاب بدوره بالسعال الديكي. وتعرف الفترة مابين العدوى وأول أعراض المرض ‘’ بفترة الحضانة ‘’. وفي السعال الديكي تكون هذه الفترة عادة مابين 8,14 يوماً.
وتبدأ نوبة السعال الديكي عادة بسيولة في الأنف، وبدرجة حرارة أعلى من المعتاد، وسعال خفيف. ففي مراحله الأولى، يكون المرض شبيهاً بنوبة برد، ولكن بدلاً من أن يتحسن المريض في خلال يوم أو اثنين، فإن السعال يصبح أسوأ. وفي معظم الأحيان تحدث الكحة في نوبات، وتكون مصحوبة بسعال غريب مخيف، يحدثه المريض حين يسحب النفس داخل صدره. وهذا الصوت المزعج بالطبع، هو الذي أكسب المرض اسمه المعروف. ويستمر السعال الديكي في الغالب لمدة شهر أو أكثر، وأثناء معظم ذلك الوقت، يكون المريض قابلاً لإحداث العدوى للآخرين. ومع ذلك فعندما تعود درجة الحرارة إلى حالتها الطبيعية، يبدأ المريض في التحسن الكبير. وفي بعض الأحيان، تستمر نوبات الكحة عدة شهور، بعد أن تكون كل الأعراض الأخرى قد اختفت.
الوقاية
خضع السعال الديكي لكثير من الدراسات العلمية لأنه مرض خطير يهاجم الأطفال الصغار، كما أنه مرض غير سار. وقد انصرف جزء كبير من العمل العلمي إلى وقاية الأطفال من العدوى عن طريق التطعيم. وقد كانت الخطوة الأولى في هذا الصراع الطويل، هي التي قطعها بورديه وجنجو حين استزرعا الجرثومة العصوية الصغيرة في وسط خاص في معملهما. ومنذ ذلك الوقت، جرت عدة محاولات لتحضير الطعوم من مزارع لهذه الجراثيم، ولكن ذلك استمر حتى سنة ,1939 حين نشر الطبيبان الأميركيان بيرل كندريك وج. الدرينج نتائجهما لأول محاولة ناجحة تماماً للتطعيم.
|