باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
شموع وصور ومزهريات.. صيحة لتزيين الثلاجات تثير الجدل عبر الإنترنت
04/09/2024

قامت لينزي جوديش بتزيين كل ركن من أركان منزلها الواقع في مدينة نيويورك الأمريكية، بدءًا من سقف غرفة طعامها، وحتى عش طائر الغراب الصغير الذي يسكن في الطابق العلوي من منزلها. ولم يبق سوى الجزء الداخلي من الثلاجة لتزيينه. لذا بدأت جوديش في ممارسة "تنسيق الثلاجات" (fridgescaping)، أو تزيين الجزء الداخلي من الثلاجة كأي غرفة أخرى في المنزل. وأثارت هذه الصيحة إعجاب واستياء المشاهدين عبر موقع "تيك توك"، فشعر بعضهم بالدهشة من المشاهد الجميلة، بينما شعر البعض الآخر بالغضب تجاه سذاجة تزيين مساحة لن يراها غالبية الأشخاص قط.

وتشمل تصاميم جوديش أنواع الخضار المرتبة بعناية، مثل باقة من الهليون موضوعة في مزهرية، وحاويات تخزين ساحرة، مثل أباريق زجاجية وردية اللون، وأطباق خزفية عتيقة للزبدة، و"أي شيء من شأنه تجميل طعامك"، وفقًا لما ذكرته. في الآونة الأخيرة، بدأت جوديش في تصميم ثلاجتها حول مواضيع معينة، مثل مسلسل "بريدجيرتون" على سبيل المثال. وتعترف جوديش بأنّ هذه الجهود لتزيين الجزء الداخلي من ثلاجتها "قد تبدو مبالَغة".

مفهوم مثير للخلاف بشكلٍ حاد

لم تولد صيحة "تنسيق الثلاجات" على موقع "تيك توك"، إذ تنسب جوديش فضل اختراع هذا المصطلح إلى كاثي بيردو، وهي مُصمِّمة متقاعدة ومدونة سابقة في مجال أسلوب الحياة، حيث ظَهَر في مدونة لها بعام 2011. وكانت نسخة بيردو من "تنسيق الثلاجات" أكثر بساطة مقارنةً بكيفية ظهور الأمر عبر "تيك توك"، إذ قامت بتنظيف ثلاجتها قبل الذهاب لشراء المنتجات من البقالة فحسب، وتخزين المنتجات والبيض في أوعية أنيقة.

وكانت قد كتبت بيردو: "لماذا لا تضع موادك الغذائية اليومية في حاويات جميلة وتتمتع بشيء جميل للنظر إليه عندما تفتح الباب؟!". وأصبح تزيين محتويات الثلاجات أمرًا بارزًا للغاية لدرجة أنّ ريبيكا بينغهام، التي تنشر ما تجده في متاجر السلع المستعملة على منصة "تيك توك"، لم تكن متأكدة ممّا إذا كانت مقاطع الفيديو التي كانت تشاهدها "جادّة أم لا".

ومع ذلك، شعرت بينغهام بالإلهام وقامت بإنشاء تصاميمها الخاصة باستخدام الشموع، والمزهريات، والمرايا الصغيرة، والعناصر المطرزة، لدرجة أنّ عدد قطع الزينة فاقت عدد المنتجات القابلة للاستهلاك. ومع ذلك، كان تزيينها للثلاجة من أجل المتعة فقط، وقامت بإخراج كل شيء بمجرد الانتهاء من تصوير مقاطع الفيديو.

ومن ثم أدركت بينغهام أنّ مقاطع الفيديو الخاصة كانت بمثابة تعليق غير مقصود على ارتفاع أسعار مشتريات البقالة. وقالت بينغهام: "من السهل السخرية من مفهوم تنسيق الثلاجات لأنّه يأخذ شيئًا أساسيًا وعمليًا، مثل تخزين الطعام، ويحوله إلى عمل أنيق وأدائي تقريبًا". كما أضافت: "عندما ترى الثلاجات وهي مرتبة مثل معروضات المتاحف، ومليئة بالعناصر منسقة الألوان، أو الأشياء غير الغذائية، فإنّ ذلك يسلط الضوء على سخافة جعل شيء عملي يبدو مثاليًا لوسائل التواصل الاجتماعي".

وتَعلم جوديش أنّ تزيين محتوى الثلاجة "لن ينجح مع غالبية الأشخاص"، حيث أن العملية معقدة. واستغرقت أول محاولة لها لتنسيق الثلاجة ساعات طويلة من التنظيف العميق، وإعداد المنتجات، كما أنها اختبرت مستويات الرصاص في جميع أوعية تخزين الطعام قبل وضعها في الثلاجة.

وشرحت جوديش أنّ تخزين منتجاتها والحفاظ عليها حيث يمكن رؤيتها يحفزها على تناولها قبل أن تفسد، مؤكدة: "لم أشعر قط أنّني بصحة أفضل، وهو أثر جانبي غير متوقع على الإطلاق". ورغم أنّه عمل شاق، إلا أنّ ابتكار موضوع جديد كل أسبوعين، وفتح ثلاجتها كل يوم يجعلها تشعر بموجةٍ من الحماس.

وأوضحت بينغهام، التي تدعو إلى "الاستهلاك الواعي" على حسابها، وتشجع مشاهديها على شراء الأشياء التي تتمتع "بمكان وهدف"، أنّ تنسيق محتويات الثلاجات "قد يتعارض أحيانًا مع تلك المبادئ". ولكن في نهاية المطاف، لا يستحق الأمر كل هذا الغضب، موضحةً أنّه من الأفضل اعتباره "صيحة مرحة".