من الجبال التي يحتضنها الضباب إلى السواحل الهادئة المندمجة مع الأفق، تتمتع الطبيعة بالكثير من الأسرار الجمالية. ويأخذنا المصور الفوتوغرافي الإيطالي أليساندرو كانتاريلي في رحلة آسرة عبر صور بانورامية لاستكشاف جمال الطبيعة من حولنا. وعُرضت هذه السلسلة، التي تحمل عنوان "مشاهد بانورامية آسرة: روعة الطبيعة"، بالنسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر" في إمارة الشارقة، خلال مارس/آذار الماضي.
وأوضح كانتاريلي أن رحلته بالتصوير بدأت في عام 2008، ومنذ ذلك الحين، طور أساليب مختلفة، لكنه يجد نفسه عائدا إلى إنشاء صور بانورامية للمناظر الطبيعية. وقال المصور الفوتوغرافي الإيطالي: "أشعر بأنني أكثر ارتباطًا برحلة البحث عن هذه الأماكن الجميلة المنتشرة في كل مكان، والتحدي المتمثل بالوصول إليها".
وتأتي غالبية صور كانتاريلي من أيسلندا والنرويج، كما أن بعضها يأتي من تونس، وجبال الدولوميت في إيطاليا. يحرص كانتاريلي على اختيار مواقع التصوير بعناية، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل تغيرات الارتفاع، بهدف إنشاء صور بانورامية، قائلًا: "أخطط لرحلاتي بدقة، غالبًا ما أستخدم أدوات مثل غوغل إرث أو خرائط غوغل لتحديد المواقع المميزة".
وبمجرد تحديد موقع ما، يخطط بعناية لتوقيت لقطاته المصورة، خلال أوقات غروب الشمس أو بزوغ القمر. ومن أجل الحصول على صوره البانورامية، يستخدم كانتاريلي عدسات فائقة الاتساع مع مجالات رؤية واسعة، ما يسمح له بالتقاط وتدوير الكاميرا بمقدار 90 درجة لكل لقطة.
وفي نهاية المطاف، يرى أن جمال الطبيعة المتأصل هو الذي يحقق هذه النتائج النهائية. مع ذلك، لا تخلو رحلات كانتاريلي من التحديات، إذ أنه غالبًا ما يواجه أحداثا جوية قاسية مثل الأمطار الغزيرة، أو الرياح العاتية، أو الظروف الرطبة الباردة. وفي بعض الأحيان، لا توجد أماكن مناسبة لنصب خيمته، ما يدفع المصور الفوتوغرافي الإيطالي إلى النوم في العراء. ورغم سعي كانتاريلي المستمر لجعل كل لقطة في الطبيعة فريدة من نوعها، فإنه غالبا ما يشعر أن النتيجة النهائية تفشل في نقل الجمالية المطلقة التي يختبرها شخصيًا على أرض الواقع.
وأوضح المصور الفوتوغرافي الإيطالي: "الحقيقة أن الطبيعة، في تلك اللحظات، تذهلني أكثر بكثير مما تستطيع عدستي أن تنقله"، مضيفًا: "لطالما كان هدفي يتمثل بنقل جمال ما أراه بأقصى استطاعتي، رغم علمي بأنني لن أتمكن أبدًا من إيصال الصورة بالكامل". وأكدّ كانتاريلي على ضرورة احترام كوكبنا والاهتمام بالحفاظ على بيئته الثمينة للأجيال القادمة.