| رغم عدم توافر دراسات او احصائيات حول ظاهرة الغيرة الزوجية خاصة غيرة الرجال على زوجاتهم في منطقتنا العربية، إلا ان دراسة المانية حديثة اثبتت ان 23% فقط من الازواج الالمان يغارون على زوجاتهم، يمكن ان تكون مفيدة وتسمح لنا بافتراض وجود ضعف او ضعفين من هؤلاء الازواج بيننا.
ولطالما ارتبطت الغيرة بالمرأة واساليبها المألوفة في منع زوجها من "النظر" خارج المنزل بما فيها الاستجوابات الدائمة او تفتيش ملابسه ومتابعة اتصالاته الهاتفية الالكترونية، غير ان ما يحتاج الى القاء الضوء عليه اكثر، هو ماذا يفعل الرجال الغيورون على زوجاتهم.
يقول شاب متزوج حديثاً ان غيرته على زوجته تعبير عن حبه الشديد لها خصوصا وانه من النوع الذي لا يجيد الكلام المعسول دائما، مضيفاً ان زوجته تتفهم ذلك ولا تمانع هذه الغيرة بل يسعدها، مشيرا الى ان غيرته تظل في الحدود المعقولة ولا تتسم بأي تطرف مثل بعض الرجال الآخرين.
وتعليقاً على النسبة المذكورة اعلاه يقول انها ضعيفة جداً بالنسبة لاعداد الرجال الغيورين العرب مرجحاً ان تزيد هذه النسبة عن 75% بين الرجال.
فلسفة اخرى في ممارسة غيرت الرجل على زوجته، تتلخص في ايمانه بأن مظهر زوجته هو الذي يشجع الآخرين على الاقتراب او التحدث او النظر اليها خارج الحدود المسموح لها.
والقصد بهذا انه يحرص دائما على ان تكون زوجته افضل الموجودات في تجمع ما، وان تتخذ كل زينتها عند خروجها من المنزل، كي يشعر الآخرون بأنها مميزة، وان لا ثمة مجال لمحاولة التقرب اليها.
ويقول ان طريقته هذه، نجحت في الحد من نيران الغيرة التي يشعر بها الرجال عادة وينصح من يعانون نيران الغيرة ان يستخدموا طريقته، ولكن الطريف ان زوجته وهي السيدة "ايمان" سعيدة تماماً بهذه الوسيلة لمحاربة غيرة زوجها، طالما انها تصل الى ما تريده من ازياء وخلافه.
وعلى اعتبار ان الاحكام العامة مع السلوك الشخصي لافراد مجتمع ما، تكون غالباً خاطئة، الا ان ثمة ما يؤشر الى تراجع مستويات الغيرة في المجتمعات العربية، خاصة في المدن، حيث الاختلاط في العمل واماكن الدراسة والتجمعات، لدرجة ان بعضهم يرى ان الغيرة من الزوج او الزوجة ضرب من الخيال، ونوع من التخلف، لا يفيد بشيء، ولا تعبر سوى عن عدم ثقة بالذات والآخرين.
ولا زلنا في المدن ايضا حيث لا تزال فئة من الرجال لا تتنازل عن حقها في الغيرة على زوجاتهم، غير ان هذه الغيرة لا تأتي وحدها، بل تأتي مع كافة تفصيلات العلاقات في المجتمع المحافظ، الذي يوضح ان الزوج ليس لديه الفرصة ليغار على زوجته، لأنها ببساطة لا ترى أحداً ولا أحد يراها في الغالب - سوى ان كانت امرأة عاملة - وهي اي الزوجة تخضع للعديد من المحاذير وقواعد السلوك الصارمة التي تمنعها على سبيل المثال من الخروج بمفردها او عقد صداقات خارج نطاق الاسرة او الجيران الموثوق بهم.
ويرى البعض ان المرأة التاعسة فقط هي التي لا يغار زوجها عليها، فانعدام الغيرة، يعني انعدام الاهتمام والتأثر من قبل المرأة بما تفعله زوجته، واننا كعرب اصحاب دم حار ولا نستطيع ان نغض الطرف او نتوقف عن الغيرة حتى وان حاولنا ذلك.
اما اغرب اساليب ممارسة الغيرة الزوجية من جانب الرجال، فتعرض لها بعض الزوجات اللاتي رفضن ذكر اسمائهن.
فتقول التي ترمز الى نفسها باسم "سعاد" ان زوجها دأب منذ زواجهما (اكثر من عشر سنين) على اشعارها بوجوده في المنزل عبر صوره العديدة المعلقة على الحوائط، فضلا عن مكالماته الهاتفية التي لا تتوقف طوال فترة وجودة خارج المنزل.
اما كريستيان، فتقول ان زوجها غيور جدا غير انه لا يريد ان يعترف بذلك كي يبدو متحضرا، وتضيف انها ضبطته اكثر من مرة يفتش في حاجاتها الشخصية وخزانة ملابسها بحثاً عن شيء لا يعرفه هو ولا تعرفه هي، مشيرة، ان لا علاقة ذلك بانعدام الثقة بينهما، خصوصا وان قصة حبهما جمعت بين قلبيهما في البداية.
لكن القصة الآتية هي الاغرب - كما نظن - وهي لسيدة يحرص زوجها الغيور جدا على عدم خروجها وحيدة ولكن بصحبة ابنه البالغ من العمر عشر سنين او ابنته البالغة ثماني سنين، ولا يتوقف الامر عند هذا الحد، بل يبدأ الزوج في استجواب الابن والابنة فور عودتهما من الخارج، حول الذين قابلتهم، والذين نظرت اليهم، والكلمات التي ردت بها مع تحياتهم، وغيرها من التفصيلات الى درجة كادت تعصف بحياتهما الزوجية. |