باستخدامك موقع شايف نت تكون موافق على سياسة الخصوصية الخاصة بالموقع
خبراء: 6 أنواع من السرطان فرص النجاة منها صعبة
25/01/2025

السرطان هو أحد أخطر الأمراض التي تهدد حياة الإنسان، ويصنف ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم. رغم التقدم الكبير في الطب وعلاجات السرطان، لا يزال هناك بعض الأنواع التي تظل تحدياً كبيراً بسبب صعوبة تشخيصها المبكر أو مقاومة العلاج.

تختلف أنواع السرطان في قدرتها على الاستجابة للعلاج، وفي هذا السياق سنتناول ستة أنواع من السرطان التي تُظهر معدلات بقاء منخفضة وأقل قابلية للنجاة. وفقا لشيراز ماركار، استشاري جراحة المريء والمعدة في مستشفيات جامعة أكسفورد، فإن علامات التحذير من سرطان المريء، تتمثل في مشاكل البلع، إضافة إلى أعراض مثل حرقة المعدة والارتجاع الحمضي.

وتابع أن العامل الرئيسي لخطر الإصابة بسرطان المريء هو تدفق الحمض المستمر الذي يترك ندوبًا على الجزء السفلي من المريء، مما يؤدي في النهاية إلى تطور الأورام. وهناك العديد من الخطوات التي يمكن للناس اتخاذها لتجنب ارتداد الحمض وتقليل مخاطر الإصابة به، حيث توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية الإنجليزية بتغييرات في نمط الحياة مثل تناول وجبات أصغر حجمًا وتجنب تناول الطعام قبل النوم مباشرة، وإبطاء معدل تناول الطعام، وحتى النوم مع رفع الرأس بمقدار 10-20 سم، لمنع حمض المعدة من الانتقال عبر المريء.

ويأتي في المركز الثاني سرطان الدماغ، الذي تشمل علاماته التحذيرية: الغثيان والصداع وتغيرات في الرؤية والكلام والقدرة البدنية. وهناك عدد قليل من عوامل الخطر المعروفة لأورام المخ بخلاف التقدم في السن والخضوع للعلاج الإشعاعي لعلاج سرطان سابق. كما يُعتقد أن زيادة الوزن أو السمنة تزيد من خطر الإصابة بشكل طفيف.

وحسب د.أندريه دانتي فيفر، أخصائي الأورام الإشعاعية في مستشفيات جامعة جنيف، إن انتشار بعض خلايا الورم عبر ألياف المخ، وبقائها في أجزاء مختلفة من المخ، يعني أنه حتى إذا تمت إزالة الورم الرئيسي من خلال الجراحة، فإن السرطان سيعود حتمًا. ويعرب دورهام فيفر وزملاؤه في مستشفى جامعة هارفارد عن تفاؤلهم بأن شكلاً من أشكال العلاج الإشعاعي من الجيل القادم، المعروف باسم فلاش، والذي يوجه جرعات عالية من الإشعاع بسرعات فائقة تقل عن الثانية، قد يوفر في المستقبل خياراً علاجياً جديداً مطلوباً .

ويقول: "إن الإمكانات التي يوفرها فلاش هي أنه ربما يمكنك توصيل الإشعاع إلى المخ بأكمله وتدمير جميع خلايا الورم، ولأنه يتم بسرعة كبيرة، فإن الأمل هو أن يحافظ على الأنسجة السليمة ويتجنب الآثار الجانبية". وأشار التقرير أن بينما هذه السرطانات أيضًا، سرطان الرئة، والتي تتمثل أعراضه في السعال المستمر، ألم الصدر، ضيق التنفس، تضخم الغدد الليمفاوية فوق الرقبة، التهابات الصدر المتكررة التي لا تتحسن.

ورغم أن التدخين والتعرض المنتظم لمستويات عالية من تلوث الهواء من خلال العيش والعمل في المدن الكبرى من عوامل الخطر المعروفة، إلا أن هناك عددا كبيرا من حالات سرطان الرئة التي لا تزال غير مفهومة. من بين أنواع السرطان الستة الأقل قابلية للبقاء على قيد الحياة، يتمتع سرطان البنكرياس بأدنى معدل بقاء لمدة عام واحد بنسبة 26.8 في المائة.

تقول نيكي مورفي، الممرضة المتخصصة في سرطان البنكرياس في مؤسسة سرطان البنكرياس الخيرية في المملكة المتحدة "PCUK"، إن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن موقع الأورام يجعل إزالتها صعبة للغاية. قد تكون الأعراض غامضة مثل عسر الهضم، لأن البنكرياس يلعب دورًا كبيرًا في هضم الطعام وآلام البطن والظهر، أو تغيرات في حركات الأمعاء. لذلك غالبًا ما يتم اكتشاف المرض بعد فوات الأوان وينتشر إلى مناطق أخرى ولهذا السبب تكون معدلات البقاء على قيد الحياة ضعيفة، كما تقول نيكي مورفي.

يميل سرطان البنكرياس إلى أن يكون مرضًا يصيب كبار السن حيث يتم تشخيص غالبية المرضى فوق سن الستين، لكن مورفي تقول إن هناك أيضًا عوامل خطر أخرى، مثل تاريخ من مشاكل حصوات المرارة وتشخيص مرض السكري الحالي، وفي حوالي 10 في المائة من الحالات، زيادة المخاطر الوراثية نتيجة للتاريخ العائلي للمرض.

وتأمل مورفي في أن اختبار التنفس الجديد الذي يطوره باحثون في إمبريال كوليدج، وهو مشروع ممول من "PCUK" والذي يهدف إلى تحديد سرطان البنكرياس في وقت مبكر من خلال الكشف عن المواد الكيميائية الدالة في التنفس، يمكن أن يوفر طريقة جديدة مطلوبة لفحص المرض، لدى الأشخاص الذين يعتبرون أكثر عرضة للخطر.

أما سرطان الكبد، يرتبط في أغلب الأحيان بتليف أو تندب الكبد نتيجة لأضرار سابقة. يمكن أن يكون هذا نتيجة لأمراض وراثية مثل اضطراب زيادة الحديد ولكن في الآونة الأخيرة أصبح مرض الكبد الدهني متزايداً لتليف الكبد. تتراوح أعراض سرطان الكبد من فقدان الوزن غير المبرر إلى التعب واليرقان وتورم وألم البطن، وفقًا لجمعية سرطان الكبد في المملكة المتحدة.

وتوصي مؤسسة الكبد البريطانية بأن إحدى أفضل الطرق للحد من الإصابة بسرطان الكبد هي ممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن لتقليل كمية الدهون المتراكمة في الكبد بمرور الوقت. كما يمكن أن تسبب الفيروسات مثل التهاب الكبد B والتهاب الكبد C تليف الكبد، ويُعتقد أنها من الأسباب الرئيسية لسرطان الكبد.

وفي مؤتمر الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان العالمي، قال د.جون وارد الذي يدير التحالف العالمي للقضاء على التهاب الكبد إن كلا الفيروسين يمكن الوقاية منهما بسهولة، حيث يوجد لقاح فعال، يُعطى عادة للأطفال، ضد التهاب الكبد B، في حين يمكن علاج التهاب الكبد C، باستخدام مضادات الفيروسات.

ويقوم الباحثون في مؤسسة مانشستر يونيفرسيتي للخدمات الصحية الوطنية بتجربة أداة تشخيصية بهدف تحسين الكشف المبكر عن سرطان الخلايا الكبدية، وهو أكثر أنواع سرطان الكبد شيوعًا. تستخدم الأداة التشخيصية خوارزمية لحساب درجة خطر الإصابة بسرطان الكبد، بناءً على نتائج فحوصات الدم وعمر المريض وجنسه. والفكرة هي أنه يمكن استخدامها لفحص المرضى الذين يعانون من تليف الكبد والذين هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

وتتمثل عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بسرطان المعدة في تناول كميات كبيرة من التدخين، ولكن الأشخاص الذين كانوا يستهلكون كمية قليلة جدًا من الألياف في نظامهم الغذائي بمرور الوقت، هم أيضًا معرضون لخطر متزايد. يصف البروفيسور ماركار سرطان المعدة بأنه قاتل صامت، حيث لا يتم اكتشاف المرضى في كثير من الأحيان إلا في وقت لاحق، إما عندما يصابون بفقر الدم نتيجة للمرض أو يبدأون في التقيؤ لأن الورم يمنع المعدة من التصريف بشكل صحيح.

يتمثل تقليل المخاطر في الإقلاع عن التدخين وزيادة تناول الألياف عن طريق تناول المزيد من الخضراوات والبقوليات والحبوب الكاملة أمر بالغ الصعوبة. يقول ماركار: "عندما يتم تشخيص سرطان المعدة مبكرًا، فمن السهل علاجه بالجراحة، وأي شيء يمكننا القيام به لرفع مستوى الوعي بأنه إذا كنت تشعر بالشبع أكثر من المعتاد بعد تناول وجبة ذات حجم طبيعي، أو كنت تتقيأ، فيجب عليك إجراء فحص في أقرب وقت ممكن".